متنفس تعبيري
بيانات موجزة ومختصرة عن السير الذاتية للأعضاء المنضمين للمنتدى ، تهاني وترحيب ، مناسبات عامة
متنفس تعبيري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

متنفس تعبيري

جولة مع الفكر والوجدان في مجالات الفن والعلم والثقافة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 محمود درويش - البئر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد فهمي يوسف Admin
Admin
Admin
محمد فهمي يوسف Admin


المساهمات : 266
تاريخ التسجيل : 16/12/2017
العمر : 79
الموقع : /https://mt3bery.forumegypt.net/admin/

محمود درويش - البئر Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمود درويش - البئر   محمود درويش - البئر Emptyالسبت أغسطس 15, 2020 9:26 pm

ما أروع الشعراء عندما يعبرون عن آمال شعوبهم بصدق وإخلاص
ومحبة لأوطانهم ، فالكلمة عندهم هي السيف وهي الجهاد لرفع راية الوطن
قطرة ماء من بئري القديمة التي كنت أشربها في طفولتي أعذب من مياه
كل الأنهار في العالم أو في صنابير الرخاء وعيش المدنية الحديثة القاسية
كم تلوثت المياه والطعام والزروع وكل شيء في عالمنا اليوم .
لله وحده نرفع أكفنا بالضراعة أن ينقذ كل شعب بات يشكو قسوة حكامه
أو ظلم مغتصبي أرضه من الضياع والموت بأيدي الأشقياء الضالين من شعوب العالم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://	https://ata3.ahlamontada.com/admin
زائر
زائر
Anonymous



محمود درويش - البئر Empty
مُساهمةموضوع: محمود درويش - البئر   محمود درويش - البئر Emptyالأربعاء ديسمبر 27, 2017 2:43 am

البئر
محمود درويش - فلسطين

أختار يومًا غائمًا لأمرّ بالبئر القديمة.
ربّما امتلأت سماءً. ربّما فاضت عن المعنى وعن
أمثولة الراعي. سأشرب حفنةً من مائها.
وأقول للموتى حواليها: سلامًا، أيّها الباقون
حول البئر في ماء الفراشة! أرفع الطّيّون
عن حجرٍ: سلامًا أيها الحجر الصغير! لعلّنا
كنّا جناحي طائرٍ ما زال يوجعنا. سلامًا
أيها القمر المحلّق حول صورته التي لن يلتقي
أبدًا بها! وأقول للسّرو: انتبه ممّا يقول
لك الغبار. لعلّنا كنا هنا وتري كمانٍ
في وليمة حارسات اللازورد. لعلّنا كنّا
ذراعي عاشقٍ...
قد كنت أمشي حذو نفسي: كن قويًّا
يا قريني، وارفع الماضي كقرني ماعزٍ
بيديك، واجلس قرب بئرك. ربّما التفتت
إليك أيائل الوادي ... ولاح الصوت -
صوتك- صورةً حجريّةً للحاضر المكسور...
لم أكمل زيارتي القصيرة بعد للنسيان...
لم آخذ معي أدوات قلبي كلّها:
جرسي على ريح الصنوبر
سلّمي قرب السماء
كواكبي حول السطوح
وبحّتي من لسعة الملح القديم...
وقلت للذكرى: سلامًا يا كلام الجدّة العفويّ
يأخذنا إلى أيّامنا البيضاء تحت نعاسها...
واسمي يرنّ كليرة الذّهب القديمة عند
باب البئر. أسمع وحشة الأسلاف بين
الميم والواو السحيقة مثل وادٍ غير ذي
زرعٍ. وأخفي ثعلبي الوديّ. أعرف أنني
سأعود حيًّا، بعد ساعاتٍ، من البئر التي
لم ألق فيها يوسفًا أو خوف إخوته
من الأصداء. كن حذرًا! هنا وضعتك
أمّك قرب باب البئر، وانصرفت إلى تعويذةٍ...
فاصنع بنفسك ما تشاء. صنعت وحدي ما
أشاء: كبرت ليلاً في الحكاية بين أضلاع
المثلّث: مصر، سوريّا، وبابل. ههنا
وحدي كبرت بلا إلهاتٍ الزراعة.
[كنّ يغسلن الحصى في غابة الزيتون. كنّ مبلّلاتٍ بالندى]...
ورأيت أنّي قد سقطت
عليّ من سفر القوافل، قرب أفعى. لم
أجد أحدًا لأكمله سوى شبحي. رمتني
الأرض خارج أرضها، واسمي يرنّ على خطاي
كحذوة الفرس: اقترب ... لأعود من هذا
الفراغ إليك يا جلجامش الأبديّ في اسمك!..
كن أخي! واذهب معي لنصيح بالبئر
القديمة... ربما امتلأت كأنثى بالسماء،
وربّما فاضت عن المعنى وعمّا سوف
يحدث في انتظار ولادتي من بئري الأولى!
سنشرب حفنةً من مائها،
سنقول للموتى حواليها: سلامًا
أيها الأحياء في ماء الفراش،
وأيّها الموتى، سلامًا!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
محمود درويش - البئر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
متنفس تعبيري  :: الأقسام :: منتدى الأدب العربي-
انتقل الى: