تنتعش حياة الفقراء بما تفيض به نفحات شهر الكرم من جود الصائمين وفضل الله عليهم
راجين أن يتقبل الله صيامهم بإنفاقهم على المحتاجين من الناس بنفس سمحة سخية
سخاء رمضان الكريم ، لم تتعودها في غيره من الشهور
فأنت ترى كثيرا من المظاهر الطيبة لهذا الجود فهناك منْ أعد نفسه لتغيير سلوك الشح والبخل
الذي لازمه قبل رمضان ، فحمل في جيبه نقودا يوزعها على المحتاجين بعد قيام التراويح وصلاة العشاء ،
أو بعد الإفطار على الأطفال الذين يرددون الأناشيد الخفيفة وهم يطرقون الأبواب ليخرج إليهم رفاقهم ليلهوا بالفوانيس حتى آذان العشاء ويرددون الأناشيد الدينية الطيبة .
ولكن هناك من المظاهر الخادعة أن تجد عددا من ( الشحاذين ) يتخذون أشكالا من الحيل والتسول المحتال أمام المساجد مع الفقراء الحقيقيين المحتاجين.
هولاء المتسولون يحاولون جذب أنظار الصائمين إلى عاهاتهم المصطنعة بطلب المال ،
وهم في الحقيقة قادرون على الكسب الشريف من عمل يحفظ عليهم كرامتهم واحترامهم لشهر الكرم
فيبذلون العطاء قدر استطاعتهم بدلا من أن يتسولوا راجين كرم رمضان الكريم والله يعلم بهم .
اللهم امنحنا رضاك وأعفنا عن السؤال إلى غير وجهك الكريم
واجعلنا من الذين لا يسألون الناس إلحافا تعرفهم بسيماهم
فقراء إليك نطلب عفوك وكرمك ورضاك عنا وتقبل أعمالنا .